الخميس، 27 سبتمبر 2018

المعماري الايطالي ماريو روسي

ماريو روسي مهندس إيطالي معماري ولد في مدينة روما في العام 1897م . وتوفي عام 1961. قدم ماريو روسي إلي مصر في بداية مرحلة شبابه أوائل العشرينيات من القرن العشرين عندما استقدمه الملك فؤاد الأول ليعمل في وزارة الأشغال المصرية ليشرف علي القصور الملكية .

عمل ماريو روسى في البداية في أعمال الزخرفة مبديا مهارة وموهبة فنية لافتة ولم يلبث أن استقل في أعماله ليتعامل مباشرة مع وزارة الأشغال المصرية ثم الأوقاف المصرية في الفترة من 1930م إلى 1950م
وبعد سنوات وسنوات قضاها ماريو روسي في دراسة فن العمارة الإسلامية المصرية واستيعابها حتي شرع في بناء هذا المسجد علي هيئة منحني اقتبس هيئته عن الفنان المعماري العثماني سنان الذي اتخذ الشكل الثماني أو السداسي في تصميماته المعمارية .




ظهرت عبقرية ماريو روسي واضحة في قيامه بإنشاء وبناء مسجد العارف بالله أبي العباس المرسي في مدينة الأسكندرية ، واستغرق البناء مدة ست عشرة سنة ،الذي اقيم في موضع ضريح وجامع قديم ، واقيمت أول صلاة فيه عام 1945م.

وأختار روسي شكلا متعدد الأضلاع لهذا الجامع شبيه بتعدد أضلاع مدرسة السلطان حسن ولكنه هنا أقتصر على ثمانية أضلاع وفي ذلك مشابهة واضحة لتصميم بناء قبة الصخرة بالقدس.
القبة في مسجد أبي العباس المرسي ترتفع عالية عن الأرض بما يقرب من ستة وعشرين متراً وهي من الداخل تمثل قطعة من الفن المعماري البديع حيث تتدلي منها ثريا ضخمة تضارع تلك الموجودة في مسجد محمد علي باشا بقلعة صلاح الدين الأيوبي .

فالثريا التي تحوي بضعة أطنان من البرونز والنحاس والبلور ، ولكي تتحملها القبة فقد أرسي ماريو روسي علي قاعدتها ثمانية أعمدة من الجرانيت الوردي تم نحته في إيطاليا خصيصاً لهذا المسجد . والقبة من الخارج مزخرفة بزينة منحوتة في الحجر وهي تعد من أجمل القباب التي أقيمت في مصر بأسرها ، وعلي أعمدة المسجد تقوم عدة عقود بالغة الارتفاع مدببة .

أما المئذنة فهي تمثل طفرة جديدة من حيث الارتفاع فقد استعان روسي عند وضع تصميمها بأن جعل من الجزء الأسفل منها له أربعة أضلاع لتستمر بعد ذلك المئذنة في الارتفاع مستديرة .

وقد أبدع روسي في استخدامه لفن التوريق في مسجد أبي العباس المرسي بالداخل والخارج علي حد سواء ، كما استخدمه في تصميم النوافذ ، وكذلك استخدم روسي القباب الزخرفية وهو فن عرفه الأتراك عند إنشاء مساجدهم ، لكن ماريو روسي ابتكر قباباً كاملة وصغيرة الحجم في أركان سقف المسجد .


وما أن انتهي ماريو روسي من تشييد هذا المسجد حتي شرع فيما بين أعوام 1948م ـ 1951م في إنشاء مسجد ثان في مدينة الأسكندرية أيضاً وهو مسجد القائد ابراهيم الذي يعد هوالآخر درة من درر العمارة المساجدية المعاصرة . ويعتبر من الأعمال النادرة التي زاوجت بين تقاليد العمارة المملوكية وبعض العناصر الشهيرة في العمارة الأندلسية فقد جاءت عقود الواجهة على هيئة العقود الأندلسية المفصصة بينما احتفظت القبة بأعلى المحراب والمئذنة والشرفات بالطابع المملوكي التقليدي.

انتقى ماريو روسي زخارف من عصور مختلفة ، وبمأذنة رشيقة مرتفعة والتي تتميز عن دونها أيضا بوجود ساعة فيها ويوجد بجانب الجامع دار مناسبات تابعة للمسجد ويطل المسجد على كورنيش الإسكندرية ميدان محطة الرمل الشهير وكلية الطب بجامعة الإسكندرية.

في القاهرة، فقد ترك ماريو روسي مسجدين من تصميمه أشهرهما مسجد عمر مكرم بميدان التحرير، ويمتاز باستخدام الستائر الجصية ذات الزخارف العربية في بعض جدرانه لتوفير عنصر الاضاءة الطبيعية مع رد الاعتبار لزخرفة التوريق العربية «الأرابيسك» التي حرص على استخدامها في كل عمائره والمسجد الثاني هو مسجد الزمالك «على شاطئ النيل» وقد جعله من المساجد المعلقة التي يصعد إليها بدرجات سلم، وله واجهة فسيحة ذات عقود وأعمدة ويعتبر من الداخل أجمل بيوت الصلاة بالقاهرة.

من أعماله :
- مسجد محمد كريم في قصر رأس التين بالإسكندرية.
- مسجد أحمد يحي باشا بزيزنيا بالإسكندرية
- فيلا عاصم بالزمالك.
- المركز الإسلامى في واشنطون
- فيلا عطا عفيفي بالجيزة
- فيلا بهي الدين بركات باشا بالجيزة
- عمارة الجبلايه (جانج) ( 1920)، شارع حسن صبري الزمالك
- عمارة جاستون وايزر ، شارع سوق التوفيقيه
- فيلا جورج ويصا (1920)، حى جاردن سيتى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق