الأربعاء، 5 أكتوبر 2016

الزخرفة في العمارة اليمنية

 Decoration in the Yemeni architecture

تنتشر الزخارف في القصور وبيوت الوجهاء. علماً أن هذا الفن تدرّج حتى شمل بيوت وعمارات اليمنيين. قال العروسي: "للقصور والمنازل اليمنية زخارف تزين واجهاتها الخارجية والداخلية، ومن ضمنها ممرات السلالم وغرف المعيشة وغرف استقبال الضيوف. كذلك نجدها في محافطات صنعاء وزبيد وحضرموت وشبوة وغيرها من بقاع اليمن شمالاً وجنوباً لتشكل لوحات فنية رائعة. 

وقد توجت الزخارف الكثير من العمارات الدينية كمدارس العلوم الإسلامية مثل "مدرسة الميلين" (الإسكندرية حالياً) و"المدرسة الفرحانية" و"المدرسة الفاتنية" وأيضاً "المدرسة الأشرفية" و"المعتبية" في محافظة تعز جنوب غرب اليمن و"المدرسة العامرية" في مدينة رداع. وتتزيّن بواطن القباب في هذه المدارس وجدران قاعات الصلاة فيها برسوم ونقوش فنية ملوّنة. وتقدم لنا "قبة الزوم" في مدينة جبلة ومثيلتها في مديرية حبيش نموذجين رائعين لزخرفة القباب في اليمن".


القمريات :


القمريات اليمنية هي فن خاص يضيف إلى نوافذ البيوت اليمنية ذوق الأصالة بالاعتماد على مكونات بسيطة من الزجاج الملون والجص (الجبس) والريشة التي يستخدمها الفنان. وللقمريات تشكيلات عدة، منها القديم كـ"الرماني" و"الياقوتي" و"الزنجيري"، ومنها الحديث. بالإضافة إلى ما تحتله القمرية من بعد فني فإن لها كذلك بعداً دينياً، إذ يعتقد الكثير من اليمنيين "أن البيت بلا قمرية هو بيت بلا بركة".

وشرح الزخرفي محمد مسعد طريقة إنتاج القمرية: "في البداية نخلط مادة الجص (الجبس) بالماء ثم نصبّها في قالب كبير كقطعة واحدة ونترك المزيج حتى يتماسك قبل أن نطبع عليه نقشاً جاهزاً لأزهار أو نباتات أو رسوم زخرفية تم تجهيزها مسبقاً من خلال الرسم على الورق المقوى. ثم بالسكين ننحت النقشة لإظهار معالمها بوضوح أكبر ونتركها يومين حتى تجف ويتصلب قوامها. حينذاك نضع قطع الزجاج الملون والمقصوص بأشكال هندسية في الجهة المقابلة للجهة التي تم النقش عليها لكي يظهر الزجاج في أساس القمرية ويعكس الأضواء الساقطة عليه بشكل أكبر وأجمل".

ضياع فن الزخرفة اليمني :

ويرى مختصون أن السبب في ضياع بعض أنواع الزخرفة اليمنية وشحّ بعضها الآخر، يعود إلى عدم وجود مراكز أو معاهد تتبناها الدولة لتعليم فنون الزخرفة المختلفة. علماً أن الشباب الذين يتخذون من فن الزخرفة مهنة، باتوا يعتمدون على الزخارف الصينية الرخيصة والابتعاد عن تصاميم الزخارف اليمنية الأصيلة.


وقال الزخرفي محمد الوصابي : "الفن الزخرفي الحقيقي الذي نصقله بأناملنا هو زخرفة يدوية أصابها الكساد وهُمّشت لسببين رئيسيين أولهما اجتياح الزخارف الصينية المطبوعة والجاهزة لأسواق الزخرفة اليمنية اليدوية، نظراً لأن الزخرفي يحتاج من أجل صناعة الزخارف إلى ساعات من العمل وأحياناً إلى أيام، بينما الزخارف الصينية الجاهزة لا تحتاج إلا إلى دقائق لطبعها، وثانيهما يعود إلى أن أسعار الزخارف الصينية زهيدة مقارنة بأسعار الزخارف اليمنية اليدوية فالأولى لا تتعدى تكلفتها 4$ للمتر الواحد أما اليمنية فتصل تكلفتها إلى35$ للمتر الواحد.
المصدر: عبدالرحمن شكري









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق